مداومة الأعمال الصالحة دليل قبولها
تاريخ النشر: 3 شوال 1445هـ الموافق 12 أبريل 2024م
عدد الزيارات : 301
إنشر المقال :
لقد انقضى شهر رمضان، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، لقد انقضى بعد أن شهدت لياليه أنين المذنبين، وقصص التائبين، وعبرات الخاشعين، وشهدت أسحاره استغفار المستغفرين، ودعوات الملهوفين، وأسئلة الطالبين.
وشهد نهاره صوم الصائمين، وتلاوة القارئين، وجود المنفقين، وما أصدق قول القائل الذي آلمه وأضناه فراق رمضان:
يا شهر رمضان ترفق، دموع المحبين تدفق، قلوبهم من ألم الفراق تشقق، عسى وقفة للوداع أن تطفئ من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع أن ترفو من الصيام ما تخرق، عسى منقطع عن ركب المقبولين أن يلحق، عسى أسير الأوزار أن يطلق، عسى رحمة المولى لها العاصي يوفق.
مضى رمضان وانقضت أيامه ولا ندري من الفائز فنهنئه، ومن الخاسر فنعزيه، ألا وإن من أبين علامات قبول العمل في رمضان والفوز بما فيه من الرحمات والنفحات، أن يرى الإنسان نفسه للطاعات موسم معين، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي!
بل إن موسم الطاعات يستمر مع العبد في حياته كلها، ولا ينقضي حتى يدخل العبد قبره.. قيل لبشر الحافي -رحمه الله-: إن قومًا يتعبدون ويجتهدون في رمضان، فقال: (بئس القوم قوم لا يعرفون الله حقًا إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها).
همسة حانية:
أيا من فاتتك الفرصة، وقابلت رحمة ربك في رمضان بالصدود والإعراض.. تب إلى مولاك، واخلع ثوب المعصية الذي يسرع في رداك. واعلم أن لك ربًا رحيمًا جوادًا كريمًا يغفر الذنب ويستر العيب ويعفو عن المسيء، وهو سبحانه يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، يقول -سبحانه وتعالى-: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم).