ها هي سنة كاملة نطوي أيامها ونطوي ما بها من أفراح وأتراح، ونطوي كل اللحظات التي عشناها بين هذه الأفراح وتلك الأتراح.
عام فقدنا فيه عزيزًا علينا، ترك لنا ذكريات أيام وسنين، وتوارى عن حياتنا وضمه التراب .
عام فقدنا فيه أمجادًا لأمتنا وعزًا لمكانتها.
عام مر علينا ولا زالت جراح أمتنا تنزف دمًا.
عام انتهى وانقضى ولا زال الأمل معنا لنصر عقيدتنا وديننا.
عام مضى بكل ما فيه من أعمال خير وبرّ وإحسان، ولا ندري أقبلت أم لا؟! نسأل الله العفو والعافية، ونسأل الله القبول.
ولكن هنا بين اللحظتين ما زال البعض يعيش في مآسيه وكروبه؛ فأهلنا في فلسطين لازال الحصار قائمًا عليهم، وأهلنا في العراق لازال المحتل جاثمًا على أرضهم، وأهلنا في أرض الإسلام لا زالت أحوالهم يندى لها الجبين، ويأسى لها القلب، وتدمع لها العين.
ولا أتذكر في هذه اللحظة إلا قوله تعالى: (ولا تهنو ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).
بين اللحظتين.. بين عامين.. لحظات يسيرة وقليلة.. ولكن.. عام سيأتي -بل أتى- وفي طياته مستقبل زاهر وإشراقة متفائلة لأمة عظيمة.
عام أتى وعهدنا يتجدد مع مولانا ونصيرنا.
عام أتى وبيعتنا لولاة أمورنا تتجدد بالوفاء.
عام أتى وأمتنا من نصر إلى نصر ومن عزّ إلى عز.
عام أتى ومجتمعنا أطهر وأنقى من مظاهر الفساد.
عام أتى وشبابنا في أوج تحمله لمسؤولية المجتمع وأمنه واستقراره.
عام أتى يزخر بالأمن والأمان لأوطاننا.
عام أتى بنشر العلم الشرعي في ربوع دوحتنا.
عام أتى وإعلامنا قد وعى الرسالة السامية التي ينبغي أن تبث لمشاهديه.
عام أتى والكل يعلم أنه يقترب من الحياة الآخرة، بعد أن يودع هذه الحياة الفانية.
وهناك حيث الخلود.. سعادة أو شقاء.
نسأل الله أن يكتب لنا سعادة أبدية خالدة مع قائد الأمة المحمدية في تلك الجنة العليّة.