رجل المواقف
تاريخ النشر: 15 شهر ربيع الأول 1434هـ الموافق 27 يناير 2013م
عدد الزيارات : 2727
إنشر المقال :
تستمر الأحداث داخل الوطن العربي ، و تتوالى التطورات ضمن مسيرة طويلة اختارتها الشعوب العربية لنفسها ، رغبة منها في تحقيق الكرامة الآدمية و العدالة الاجتماعية ، و أمام هذا التحول الاستراتيجي فإن دولة قطر بقيادة أميرها المفدى اختارت أن تصطف دائما و أبدا إلى جانب الشعوب ، و تتبنى مطالبها ، و تناصر الحق الذي تسعى بدمائها و تضحياتها إلى العيش في ظلاله الوارفة .
لن أنس أبدا تلك اللحظة المفصلية من عمر القضية الفلسطينية حين أعلن الكيان الصهيوني عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من داخل قصور النظام المصري البائد في قاهرة المعز ، فسعى سمو الأمير إلى جمع القادة العرب للبحث عن حلول عاجلة و فاعلة لحماية ظهر إخواننا في قطاع غزة ، حينها اشتعلت سوق النخاسة بين من يفترض فيهم أنهم قادة للأمة العربية ، فبيع بعضهم بدولارات معدودة ، و سكت الآخر خوفا على عرش مملكته التي غشاها ظلام الفساد و الاستبداد ، فكانت تلك الكلمة التي سجلها التاريخ العربي و الفلسطيني من سموه " حسبي الله و نعم الوكيل " ! .
و ما أن انطلقت الشرارات الأولى لانتفاضة الشعوب على سياسات القهر و الجور ، و التجهيل و التفقير ، و ثارت على أشكال غير آدمية من تعامل الديكتاتوريات العربية مع شعوبها ، حتى انبرى سموه حفظه الله ، فأعلن في أكثر من محفل ، و في أكثر من مناسبة ، أن دولة قطر إذا خيرت بين معسكر الظلم و معسكر العدل ، فإنما حتما ستختار العدل ، و أنها إذا خيرت بين الديكتاتورية و الديموقراطية ، فإنها حتما لن تختار صف القهر و الجور و الظلم .. فكانت مواقفه حفظه الله واضحة لا لبس فيها ، مبدئية لا مجاملة فيها ، عالمية في معاييرها ، إنسانية في منطلقاتها ، عدلية في أهدافها و مقاصدها .
و لئن كانت هذه بعض من ملامح الموقف القطري في شقه الحقوقي و السياسي ، فإن الدولة ـ و أيضا بقيادة أميرها المفدى ـ كان لها حضور قوي في الميدان الإنساني و المجال الخيري ، حيث شجع سموه بتوجيهاته و خطاباته و سياساته ، بأقواله و أفعاله ، على دعم الفئات المستضعفة في العالم العربي و الإسلامي و العالمي ، من النساء و الأطفال و المرضى و كبار السن ، ممن هم ضحية المدافعة بين محاولات انتشال الشعوب ليكون لها مكان تحت شمس الحرية و أخرى تجر نحو الأسفل و قيعان الظلم و الديكتاتورية .
إن مواقف سموه حفظه الله الإنسانية مع الشعب الفلسطيني و مع الشعب التونسي و الليبي و اليمني و المصري و السوري لا يمكن لمحب للعدل و عاشق للحرية إلا أن يشيد بها ، و ها نحن نسمع من مؤسسات دولية محترمة ، و قيادات سياسية من العالم الغربي حيث ثقافة حقوق الإنسان متجذرة ، و قبل هؤلاء جميعا شعوب المنطقة العربية بهيئاتها الحقوقية و مؤسساتها الإنسانية يثنون على مواقف سمو الأمير الذي لم يقم إلا بما ينبغي أن يقوم به كل رجل يطلب منه موقف ساعة الجد فيقف موقف الرجال ، ألم يقولوا : الرجال مواقف ؟.