اعرف الله يعرفك
تاريخ النشر: 13 جمادى الأولى 1446هـ الموافق 15 نوفمبر 2024م
عدد الزيارات : 162
إنشر المقال :
أجمل الكلام كلام الله، وأجمل كلام في كلام الله هو الكلام عنه جل في علاه، لذلك وجب على الإنسان المسلم أن يتعرف أول ما يتعرف على ربه، وذلك من خلال أسمائه الحسنى وصفاته العليا، وعليه كذلك أن يستحضر كل اسم لله أو صفة له في أي حالة من أحوال الدنيا انتابته.
ولاشك أن التعرف على الله أقرب الطرق إلى محبته ونيل رضاه سبحانه وتعالى، نعم إنه الحب، لكنه ليس حب الآهات والنظرات، ولا حب الأفلام والمسلسلات والقنوات، إنه حب رب البريات، حب فاطر الأرض والسماوات، حب تميز به عباد الله المؤمنين حتى قال الله عنهم: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ).
ولما كان الحبيب المصطفى أشد العباد حبًا لله كان أشدهم تلذذًا بطاعة الله، كيف لا وهو القائل: "وجعلت قرة عيني في الصلاة".
نعم هذا هو الحب الحقيقي تلذذاً ومتعة بالوقوف بين يدي من يحب وبمناجاته، وكما أن المريض يذوق حلو الطعام مراً، وكلما ازداد مرضه زاد فساد ذوقه، فإن صاحب القلب الذي خلا من حب الله أو ضعفت فيه تلك المحبة يرى بأن طاعة الله وعبادته ثقيلة عليه فهو ينتظر بفارغ الصبر متى ينتهي رمضان لثقل الصيام على قلبه، ويحاول الفرار من القيام لثقله على جسده وقلبه، كم من هذا الصنف يرى أن صلاة الجماعة أثقل عليه من نقل الجبال والعياذ بالله، وبقدر ما يعظم حب الدنيا في القلب يكون على حساب حب الله، وقد قال الناظم:
وحبان في قلبي محال كلاهما *** محبة فردوسٍ ودار غرور
إن محبة الله يعطيها الله لمن أحبهم، فما من محب لله إلا والله يحبه، وقد يسأل سائل: كيف يحبني الله فنقول له الجأ إلى الله وادع وتضرع إليه أن يجعلك ممن أحب، ثم انظر من الذين يحبهم الله واسلك نهجهم.