تجديد العهد مع الله
تاريخ النشر: 22 صفر 1446هـ الموافق 28 أغسطس 2024م
عدد الزيارات : 249
إنشر المقال :
إن البعد عن الله لن يثمر إلا علقماً، ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة تتحول كلها إلى نقم ومصائب عندما تعرى عن توفيق الله وتحرم من بركته. نعم والله.. قد آن الأوان لأن يلتفت المرء إلى كوامنه، ويشمر ساعد الجد.. يلملم أوراقه التي بعثرتها يد المعاصي، ويزيل عن قلبه الركامات التي أثقلته، وعطلته عن السير إلى مولاه. ليتنا نمعن النظر، ونعمق التفكر، نسعى إلى إصلاح ظاهرنا وننسى أننا بقلوبنا لا بأجسادنا نحاسب. كم من سيئة بدأت تتأصل وتنشر جذورها في القلب ونحن لا ندري!! وكم من حسنة تنتظر من يمدها بماء الطاعة لتورق وتثمر ونحن في قصور.
فليس أجمل من الحديث عن تجديد العهد مع الله، من أجل أن نشد من عزم الحادي إلى جنات النعيم.
ولتتذكر فرحة الله بعودتك إليه، والتي هي فوق كل وصف، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض دوية مهلكة، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته!! فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت. فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه، فالله أشد فرحًا بتوبة المؤمن من هذا براحلته".
ولا تتأخر، فإن كل تأخير لإنفاذ منهج تجدّد به حياتك، وتصلح به أعمالك، لا يعني إلا إطالة فترة الكآبة التي تبغي الخلاص منها، وبقاؤك مهزوماً أمام نوازع الهوى والتفريط. فاعزم أمرك واستعن بالله، وابدأ بداية جديدة.
فما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين!! وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها، وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلص من هذه الهنات التي تزري به.