معًا لإعفاف الشباب
تاريخ النشر: 1 ذو القعدة 1445هـ الموافق 9 مايو 2024م
عدد الزيارات : 291
إنشر المقال :
هناك مشكلة في العالم الإسلامي وهي مشكلة زواج الشباب، فالشاب قنبلة موقوته، فإما أن نرعاه ونحقق طموحه وفق منهج الله، فيسلم هو ونسلم نحن معه، وإما نهمله ونتغافل عن تلبية وتحقيق تلك الطموحات له، فيحدث ما لا تحمد عقباه، لذلك ما لم يفكر عقلاء، وأغنياء، وعلماء الأمة بهذه الشريحة الكبيرة التي استثيرت استثارة لا حدود لها، حيث يوجد ثلاثة وعشرون مليون موقع إباحي في الإنترنت، وثمانمائة محطة فضائية ربحها يبت الدعارة والفحش، فإن الحصاد سيكون مرًا.
ونحن نصدر هذه الصيحة لحكام الأمة، ولعلمائها، ولعقلائها، ولمفكريها، ولأولياء الأمور، وللآباء والأمهات، ونذكر الجميع بقول الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
إن تسهيل أمر الزواج أمام هذه الفئة يعتبر الحل الأمثل الذي نتجاوز من خلاله أزمات وملمات لا طاقة لنا بها، فالزواج من سنة الأنبياء، وقال تعالى: (وجعلنا لهم أزواجًا وذرية)، وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول: (أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني). متفق عليه. وقال تعالى: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضلة والله واسع عليم).
يقول ابن كثير -رحمه الله-: هذا أمر بالتزويج، وقد ذهب طائفة من العلماء إلى وجوبه على كل من قدر عليه، واحتجوا بظاهر قوله -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء). أخرجاه في الصحيحين من حديث ابن مسعود، وقد جاء في السنن من غير وجه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (تزوجوا الولود تناسلوا؛ فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة)، وفي رواية: (حتى بالسقط)، الأيامى جمع أيم، ويقال ذلك للمرأة التي لا زوج لها، وللرجل الذي لا زوجة له، سواء كان قد تزوج ثم فارق، أولم يتزوج واحد منهما، حكاه الجوهري عن أهل اللغة، يقال: رجل أيم وامرأة أيم.
ومن الحلول الناجعة -أيضًا- التي تسهم في إعفاف الشباب: تستر المرأة وترك مسايرة صرعات الأزياء الحديثة التي يتفنن مصمموها في إبراز المفاتن، وكشف العورات بكل حيلة ووسيلة.
وفي الختام نهمس في أذن كل من وسّع الله عليه في المال ألا تنسوا هؤلاء الشباب من فضل مالكم حتى تفوزوا بجنة ربكم، قال تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به
عليم).